

الطفولة والنشأة
بدأ بشار قصاب مسيرته الشخصية والمهنية منذ طفولته التي شكّلت شخصيته واهتماماته في الحياة. وُلد في مدينة حمص السورية، حيث نشأ في بيئة محفّزة على التعلّم والطموح إلى معالي الأمور، فتطوّر لديه الشغف الكبير بالدراسة والتفوّق العلمي، فبرز كطالب مجتهد يطمح لتحقيق الأفضل دائماً. حقّق المرتبة الأولى في العديد من المراحل الدراسية سواء الابتدائية أو الإعدادية.
لم تكن طفولته مجرد مرحلة عابرة، بل كانت مليئة بالدروس والعبر التي رافقته لاحقا في محطات حياته. تعلّم خلالها أن الطموح لا حدود له، وأن السعي لتحقيق الأحلام يتطلب المثابرة والصبر، ليصبح ما اكتسبه في طفولته حجر الأساس الذي يستند عليه والزاد الذي يتقوى منه.


المسار التعليمي
بالنسبة لبشار قصاب، لم تكن المرحلة الثانوية سهلة، إذ تزامنت مع ذروة أحداث الثورة السورية وبطش نظام الأسد بالمدنيين وتدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد. ومع ذلك، لم يمنعه ذلك من مواصلة تفوقه الأكاديمي؛ حيث حقق المرتبة الأولى على ثانوية عبد الحميد الزهراوي العريقة في صف الحادي عشر والبكالوريا، وحصل على المجموع الذي يتيح له دخول كلية الطب البشري، وهو ما حصل.


دراسة الطب البشري
كانت دراسة الطب البشري تتويجاً لجهوده المثابِرة خلال مرحلته المدرسية، وهناك في كلية الطب في جامعة البعث، بدأت رحلة طويلة امتدت لست سنوات من الامتحانات النظرية والمقابلات السريرية، أظهر فيها بشار اجتهاداً والتزاماً كبيرين، حيث لم يكن يكتفي بالنجاح الأكاديمي فحسب، بل كان يسعى لفهم أعمق للمفاهيم الطبية وتطبيقاتها العملية.
واصل في الجامعة فيها تفوقه الأكاديمي، محققاً معدلات جامعية عالية في عدة سنوات، ليختتم مرحلته الجامعية بتحقيق 88٪ في الامتحان الطبي الموحد للسنة الأخيرة. لكن بجانب الطب، اكتشف بشار شغفاً آخر في نفسه، أضاف بُعداً جديداً لمسيرته المهنية والشخصية.

شغف القراءة والكتابة
في مرحلة مبكرة من دراسته الجامعية، اكتشف بشار ميله إلى الكتابة الأدبية، وهو شغف كانت جذوره متأصلة بفضل سعيه الدائم لتنمية عقله من خلال منابع المعرفة والعلم. بدأ رحلته الأدبية حبواً، حيث كتب خواطر لاقت استحساناً من محيطه، فدفعه ذلك في تلك المرحلة إلى الاستزادة في هذا الميدان، وقرأ بشار العديد من الكتب التي تنتمي إلى مشارب فكرية متنوعة، من الروايات الأدبية مروراً بكتب الفلسفة الإسلامية والكتب الأكاديمية والتاريخية وانتهاءً بالتنمية البشرية.
هذا الشغف بالقراءة والكتابة وسع آفاقه الفكرية واكتسب به مصدر إلهام ووعي لفهم العالم من حوله أكثر، وأشعل بطبيعة الحال في نفسه الرغبة في التميز في هذا المجال. ومن هنا، بدأت قصة أخرى.


من ساحات التجربة إلى منصات التكريم
تكرّم بشار قصاب من قبل نقابة المعلمين على تفوقه الأكاديمي، وبعد اكتشافه بذرة حب الكتابة والقراءة الأدبية، تكرم من قبل مكتبة اقرأ كتابي في حمص في إطار دخوله في مسابقة تحدي القراءة الموسم الرابع، حيث قرأ بشار عديد الكتب الأدبية والفلسفية والروائية وقدم أفكاره ونقده عليها، وحقق المركز الثالث في المسابقة، وبدأ بعد ذلك فصل جديد.


شغف جديد
هذا الفصل كان مختلفاً، فمع تخرجه وعمله في إصدار أوراق التخرج من جامعته، لاحظ بشار العشوائية وعدم المرجعية في استصدار الأوراق الجامعية وما يتبع ذلك من مراحل التسجيل في نقابة الأطباء ومديرية الصحة. فقرر تخفيف المعاناة على زملائه الأطباء، وأنشأ ملفاً كبيراً يشرح إجراءات التخرج، وقد ساعد بالفعل الأطباء من دفعته ومن تلاهم على التوجه. فأصبح هنالك شغف آخر لدى بشار إلى جانب حب الأدب والكتابة، قرر أن ينقله إلى ميادين أخرى.

السفر إلى ألمانيا
تحول الدكتور بشار قصاب في السنة الخامسة من دراسته الجامعية إلى تعلم اللغة الألمانية، رغبةً في أن يجري التخصص الطبي بعد التخرج في ألمانيا، ليتمكن خلال عدة أشهر من تخرجه من الحصول على مستوى اللغة الألمانية B1.
بعد ذلك قرر نقل شغفه ولمسته إلى هذا الميدان، من خلال تسهيل الطريق والإجراءات على زملائه الآخرين، حيث شرع في إنشاء ملفات على غرار ملف التخرج، فأنشأ ملف الدليل الشامل في فتح الحساب البنكي في بنك فنتيبا، وأنشأ رزم لتعلم اللغة الألمانية على برنامج Anki، ويعمل حاليا على إنشاء مقالات وملفات أخرى مفيدة للآخرين.